نشرت في:
توفي المخرج السينمائي الفرنسي السويسري جان لوك غودار الثلاثاء عن عمر ناهز 91 عاما. ووفق وكيل عائلته فإن غودار لجأ إلى المساعدة على الانتحار. ويعد غودار عراب الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا وقد أحدث إقحامه موضوعات محظورة واستخدامه قوالب روائية جديدة ثورة في صناعة الأفلام، كما ظل يلهم مخرجين “متمردين” بعد عقود من ذروة نشاطه خلال ستينيات القرن الماضي.
توفي المخرج السينمائي جان لوك غودار الثلاثاء عن عمر ناهز 91 عاما، وأعلنت عائلته في بيان أنه توفي “بسلام” في منزله ببلدة رولّ السويسرية.
ووفق ما أكد وكيل عائلته فإن المخرج الفرنسي السويسري لجأ للمساعدة على الانتحار. وأوضح باتريك جانريه أن “غودار استعان بالمساعدة على الإنهاء الطوعي للحياة، وهو إجراء قانوني في سويسرا، نتيجة معاناته -أمراضا عدة تسبب الإعاقة- بحسب ما جاء في تقرير طبي لحالته”، مؤكدا بالتالي المعلومات التي نشرتها صحيفة “ليبراسيون”.
ويعتبر غودار عراب الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا، والذي أدى إقحامه لموضوعات محظورة واستخدامه لقوالب روائية جديدة إلى ثورة في مؤسسة صناعة الأفلام، كما ظل يلهم مخرجين “متمردين” حتى بعد مرور عقود من ذروة نشاطه في الستينيات.
للمزيد: مهرجان كان: غودار يبحث عن الصور العربية الضائعة
وبالمناسبة، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر: “جان لوك غودار (كان) أكثر صانعي أفلام الموجة الجديدة رمزية… لقد فقدنا كنزا وطنيا”.
Ce fut comme une apparition dans le cinéma français. Puis il en devint un maître. Jean-Luc Godard, le plus iconoclaste des cinéastes de la Nouvelle Vague, avait inventé un art résolument moderne, intensément libre. Nous perdons un trésor national, un regard de génie. pic.twitter.com/bQneeqp8on
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) September 13, 2022
وبزغ نجم غودار بإخراجه بعضا من أشهر الأفلام التي زادت قيمتها مع مرور الزمن وباتت ضمن الأعمال الكلاسيكية في تاريخ السينما، مثل فيلمي (بريثليس) “منقطع الأنفاس” و(كونتمت) “ازدراء”.
وخرجت أفلامه عن التقاليد الراسخة للسينما الفرنسية وساعدت في إطلاق طريقة جديدة في الإخراج تعتمد على التصوير بالكاميرا المحمولة والانتقالات الفجائية في المشاهد والحوارات الوجودية.
ولا ينسب الفضل إلى غودار وحده في إطلاق الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا حيث شاركه في تأسيس تلك المدرسة ما لا يقل عن 12 من أقرانه، من بينهم فرانسوا تروفو وإريك رومر، ومعظمهم أصدقاء من حركة (الضفة اليسرى لباريس) وهي حركة بوهيمية نشأت في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.
ومع ذلك، فقد أصبح الرمز الأشهر لهذه الحركة السينمائية التي امتدت إلى اليابان وهوليوود، وحتى في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية وكذلك في البرازيل.
وكتب وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: “نحن مدينون له بالكثير… لقد ملأ السينما بالشعر والفلسفة. بصيرته الحادة والفريدة جعلتنا نرى ما لا يمكن لأعيننا رؤيته”.
وكان غودار واحدا من أغزر أقرانه إنتاجا، إذ أخرج عشرات الأفلام القصيرة والطويلة على مدار أكثر من نصف قرن منذ أواخر الخمسينيات.
وجاءت معظم أفلامه الأكثر تأثيرا ونجاحا من الناحية التجارية في الستينيات، ومن بينها (فيفر-سا-في) “حياتي التي سأعيشها” و(توأور ثري ثينجس آي نو أبوت هير) “شيئان أو ثلاثة أعرفها بشأنها” و(ويك أند) “عطلة نهاية الأسبوع”.
فرانس24/ رويترز/ أ ف ب